U3F1ZWV6ZTM1NTgxMTY5NjA2OTA3X0ZyZWUyMjQ0NzY3ODUyMjQwMg==

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 24 صفر 1443

خطبة الجمعة من المسجد النبوي 24 صفر 1443

ألقى فضيلة الشيخ / حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ من منبر المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة خطبة الجمعة 24 صفر 1443 بعنوان حسنُ الخلق، تحدث فضيلته أن من أفضل القربات إلى الله تعالى حسنُ الخلق وذكر بعض مظاهر حسن الخلق و كذلك الآثار الحسنة حسنٌ الخلق، أكتب ماء جاء فيها ....

صورة الشيخ حسين آل الشيخ وهو في المنبر


عنوان الخطبة حسنُ الخلق 

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعدُ، فيا أيها المسلمون: من أراد السعادة فليلزم التقوى، ومن ابتغى الفوز فليلزم طاعة المولى؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

أيها المسلمون: من أفضل الأعمال وأزكى الخصال التقرب إلى الله -جل وعلا- بمحاسن الأخلاق، يقول جل وعلا في وصف نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[الْقَلَمِ: 4]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"(متفق عليه).

حسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنان، ونيل رضا الرحمن، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق" حديث صح عند أهل العلم، وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق"(رواه أحمد وغيره، وإسناده حسن).

وإن من تمام حسن الخلق أن يفرح المسلم حينما يلقى إخوانه، متبسمًا طلق الوجه، بشوشًا مستبشِرًا مسرورًا بهم، فذلكم من الأفعال المشكورة والصفات المحمودة، يقول جل وعلا: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)[الْحِجْرِ: 88]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(رواه مسلم)؛ أي بوجه ضاحك مستبشِر مبتهِل بالبِشر والابتسام.

إن طلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء سجية صاحب الخلق العظيم، -عليه أفضل الصلاة والتسليم-، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "ما حجبني النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي"(رواه مسلم)؛ فاحرصوا على خُلق البشاشة لإخوانكم، كونوا أهل بشاشة وسماحة وطلاقة في العِشرة، فقد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تبسُّمكَ في وجه أخيك لك صدقة"(صح فيما أخرجه أبو داود)، قال ابن بطال: "فيه أن لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوة، وهو منافٍ للتكبُّر، وجالِب للمودة".

فيا معاشر المسلمين: بهذا الخلق الكريم تعظُم أجوركم، وتفشو المودة بينَكم، وتسود المحبة ويعم الإخاء مجتمعكم، به تطمئن القلوب، وتسعد النفوس، وتنشرح الصدور، ويحصل العبد على الثواب الجزيل، والثناء الجميل، قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"، وفي الحديث الآخر: "الكلمة الطيبة صدقة"(متفق عليهما).

وفَّقنا الله -جل وعلا- لكل خُلُق جميل، وفِعْل نبيل. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعدُ، فيا أيها المسلمون: ويتأكَّد خلقُ البشاشة ويعظُم أجرُه ويَنبُل أثرُه خاصةً مع صاحب الحاجة حينما يأتيك، قال أحد الحكماء: "القَ صاحبَ الحاجة بالبِشْر تُشكَر أو تُعذَر"، والله -جل وعلا- يقول: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[الْبَقَرَةِ: 83]، ويقول جل وعلا: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا)[الْإِسْرَاءِ: 28].

ثم إن من أفضل الأعمال الصلاة والسلام على النبي الكريم، اللهم صل وسلم وبارك على رسولك ونبيك محمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وأختتم فضيلته تلك الخطبة بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء ..

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة